للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومع هذا فإن يحيى بن معين وجماعةً غيره قد وصفوا خالدًا بالصدق، وغير واحد من الأئمة قد احتج بحديثه».

ثم ذكر أن عبد الخالق بن منصور قال: سئل يحيى بن معين عن خالد بن خداش فقال: صدوق (١). وأن يعقوب بن شيبة قال: كان ثقة صدوقًا. وأن صالح بن محمد جزرة قال: صدوق. وأن ابن سعد قال: كان ثقة (٢).

٣ - التاريخ:

استعمال التاريخ من أهم الأمور المُعِينة على معرفة صدق الرواة وكذبهم، وقد قرَّر الخطيب ذلك في كتابه «الجامع لأخلاق الراوي» وبيَّن أن أصحاب الحديث قيَّدوا مواليد الرواة، وتاريخ موتهم؛ ليختبروا كذب الرواة الذين يدَّعون السماع ممن لم يلقوه (٣).

وقد استعمل الخطيب هذه الطريقة في «تاريخ بغداد»، فقد روى في ترجمة أبي بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت الأُشناني (٤) ومن طريقه، عن حنبل بن إسحاق بن حنبل قال: حدثنا وكيع، عن شعبة، عن الحجاج، عن مِقْسَم، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «هبط عليَّ جبريلُ وعليه


(١) لم أجده. وفي «تاريخ ابن معين» رواية ابن محرز (١/ ٨٦): «لا بأس به».
(٢) «الطبقات الكبرى» (٧/ ٣٤٧)، و «تاريخ بغداد» (٩/ ٢٤٧). وينظر مثالان آخران في «تاريخ بغداد» (٧/ ١٠٦)، (٧/ ١٦٥ - ١٦٦).
(٣) «الجامع لأخلاق الراوي» (١/ ١٣١)، و «الكفاية» (ص: ١١٩).
(٤) قال الخطيب في «تاريخ بغداد» (٣/ ٤٥٦): «كان كذَّابًا يضع الحديث».

<<  <   >  >>