للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما حج الخطيب شرب من ماء زمزم ثلاث شربات، وسأل الله - عز وجل - ثلاث حاجات؛ فالحاجة الأولى: أن يحدِّث بـ «تاريخ بغداد» ببغداد، والثانية: أن يُملي

الحديث بجامع المنصور، والثالثة: أن يُدفن إذا مات عند قبر بشر الحافي (١).

ولم يمكث طويلًا بمكة، وعاد من طريق الشام أيضًا، فقد قال في ترجمة إبراهيم بن محمد بن عمر أبي طاهر العلوي: «مات ببغداد في ليلة الأربعاء، ودُفن يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر سنة ست وأربعين وأربعمائة، وكنتُ إذ ذاك في طريق الحجاز راجعًا إلى الشام من مكة» (٢).

وقد سجَّل وجوده بالشام في ترجمة عبد الله بن الحسين بن عثمان الهمذاني الخبَّاز من «تاريخه» فقال: «مات في يوم الخميس، ودُفن يوم الجمعة السادس والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وأربعين وأربعمائة، وكنتُ إذا ذاك بالشام» (٣).

وقد زار عدة مدن بالشام، منها القُدس، وقد سجَّل وجوده بها في ترجمة أبي سعد إسماعيل بن علي الواعظ الإستراباذي من «تاريخه»؛ حيث ذكر أن أبا سعد قدم بغداد حاجًّا فسمع منه، ثم لقيه الخطيب بعد زمن ببيت المقدس عند عودته من الحج في سنة ست وأربعين وأربعمائة، فحدثه عن عدة مشايخ (٤).


(١) ينظر: «تاريخ دمشق» (٥/ ٣٤)، و «المنتظم» (١٦/ ١٣٤).
(٢) «تاريخ بغداد» (٧/ ١١٥).
(٣) «تاريخ بغداد» (١١/ ١٠٧).
(٤) «تاريخ بغداد» (٧/ ٣٢٠ - ٣٢١). وينظر: «تاريخ بغداد» (١٥/ ٢٩٤).

<<  <   >  >>