للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معنا في طريق الحج، فكان يختم كل يوم ختمة إلى قرب الغياب، قراءةً بترتيل،

ثم يجتمع عليه الناس وهو راكب يقولون: حدِّثنا؛ فيحدِّثهم» (١).

وقد سجَّل الخطيب هذه الرحلة المباركة في «تاريخه»، فذكر أنه كان في برية السماوة (٢) في شهر رمضان من هذه السنة قاصدًا دمشق، لما خرج إلى الحج (٣).

وقال في ترجمة أبي طالب محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بابن السوادي: «توفي بواسط في ذي الحجة من سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وكنتُ إذ ذاك بمكة» (٤).

والظاهر أنه لم يمكث كثيرًا بدمشق؛ لقِصَر المدة بين موسم الحج ووصوله إليها، وما يحتاجه من وقت لوصوله إلى مكة المكرمة (٥).

وقد التقى في موسم الحج كثيرًا من العلماء وسمع منهم، فقد سمع من القاضي محمد بن سلامة القُضاعي المصري، وأبي القاسم عبد العزيز بن بندار بن علي الشيرازي، وأبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأَرْدَسْتاني، وقرأ «صحيح البخاري» على كريمة بنت أحمد المروزية في خمسة أيام (٦).


(١) «تاريخ دمشق» (٥/ ٣٦).
(٢) برية السماوة: صحراء كبيرة ممتدة من الشام إلى العراق، ينزلها عرب الشام. ينظر: «الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل» للعليمي الحنبلي (٢/ ٨٣).
(٣) «تاريخ بغداد» (١١/ ٣٧٥).
(٤) «تاريخ بغداد» (٢/ ١٦٣).
(٥) ينظر: مقدمة تحقيق «تاريخ بغداد» (ص: ٢٩ - ٣٠).
(٦) ينظر: «تاريخ بغداد» (١٦/ ٣٢٥، ٥٦٦)، و «المنتظم» (١٦/ ١٢٩)، و «البداية والنهاية» (١٦/ ٢٨)، و «موارد الخطيب» (ص: ٤٦).

<<  <   >  >>