للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد ذكرنا مراحل حياة الإنسان، من أولها الى آخرها، طبقا لما جاء في النصوص الشريفة، من الكتاب والسنة، وهذا ما سنفعله هنا في كلامنا عن: "التكليف".. و"المكلف"..و"طوارئ التكليف"، إذ لا يهمنا أن نعرف ـ مثلا ـ: ما هو "الجنون" في عرف أطباء الأمراض العقلية والعصبية، ولا أنواع الجنون، ومراتبه، وعوراضه.. فهذا كله لا يغنينا في كتابنا هذا، لأن هذه المواضيع، تندرج في إطار الكتابة العلمية الطبية المحضة، وذلك لا ينفع سوى الأطباء، والدارسين للطب، وزد على ذلك: أنه ليس من اختصاصنا أصلا.

إن ما يعنينا هو: أثر تلك الطوارئ على أهلية "المكلف" من الناحية الشرعية البحتة، لأن المكلف هو المعرّض لأن تصدر عنه " أزمة".. أو أن تحلّ به "أزمة".. وهو الذي يسأل عن حلول "الأزمات".. ويسأل عما يصدر عنه من أسبابها.

ولا ينبغي أن ننسى: أن سلسلتنا هذه، هي سلسلة فكرية إصلاحية، توخّينا في كتابتها، توعية المسلمين عامة، والشباب منهم خاصة، بواقعهم العامّ والخاصّ.. وإرشادهم الى السبل الصحيحة لإصلاح: النفوس.. والسلوك.. والتعامل.. في جميع المجالات والميادين، فلا يعنينا إلا ما يساعد على تحقيق هذه الغاية، ولا تتحقق هذه الغاية، إلا عن طريق الإسلام.. عقيدة.. ومنهاجا.. وبالله المستعان على كل حال.

وإن سأل سائل عن بيان فائدة هذه الأمور في هذا الكتاب، وهو كتاب فكريّ بحت، فإننا نجيبه بالقول:

إن ما ذكرناه عن مراحل حياة الإنسان، وما سنذكره من أمور الأهلية والتكليف، في هذا الفصل، ليس مفيدا فحسب، بل هو مهمّ جدا في موضوع الكتاب، لما أشرنا إليه آنفا، وللأسباب التالية:

أولا: لأننا نبحث في هذا الكتاب في: "أزمات الشباب"، ومعلوم أن " الأزمة" لا تكون ولا تنشأ إلا إذا كان صاحبها مكلفا، فلا أزمة إلا من مكلّف، والشابّ غير المكلف لا أزمة منه بل هو خال تماما عن كلّ مسؤولية، فكان مهمّا أن نبحث في " الأهلية" وشروطها ومسقطاتها.

<<  <   >  >>