أزمات المرأة كثيرة جدا، بسبب تناقض مواقف الشعوب والديانات الأرضية منها، فالمرأة عند كثير من الأمم، ليس إنسانا كامل الإنسانية.. وهي عند بعضهم من توابع الحياة وأمتعتها، كالفرس والناقة.. وهي عند بعضهم: شيطان.. إلخ.
فكان بديهيا بسبب هذه المواقف، والمعتقدات الفاسدة، أن تنشأ لدى المرأة أزمات كثيرة، وأن تعاني المرأة بسبب ذلك متاعب كبيرة.
والغريب في أمر " المراة": أن أشدّ ما تعانيه وأسوأه، قد أتاها من قبل أولئك الزاعمين أنهم يدافعون عن حقوقها ويطالبون بتحريرها، وحريّتها.. وأمير هذا الركب: هم الغربيون والمستغربون.. فهؤلاء زعموا أن المرأة في الإسلام " مسجونة".. غير حرّة.. فرفعوا شعار تحريرها.. فأخرجوها من بيتها، ليبتزوا أنوثتها في: الشركات.. وعرض الأزياء.. والنوادي الليلية.. وجعلوها مشاعا للجميع..
إن أسوأ النساء حظا، وأتعسهن معيشة، هي المرأة الغربية.. والمرأة المسلمة التي غرّبوها.. وضحكوا عليها.. وخدعوها.. فأنزلوها الى العمل والوظيفة.. لتكون هي.. "العمل".. وهي.. "الوظيفة".. فحرموها بذلك من شرف المرأة: الأم.. والزوجة الكريمة.. والسيدة الفاضلة.. المربية.. الموجّهة.. التي قال فيها الشاعر:
الأمّ مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيّب الأعراق
لقد زوّروا الواقع عندما اتهموا الاسلام بأنه يسجن المرأة، وهم يعلمون أن الاسلام هو الدين الوحيد في العالم، الذي منح المرأة مكانتها، وأعاد إليها اعتبارها.
لقد تجاهل أولئك المزوّرون: أن المرحلة التي ظهروا هم فيها، لم يكن الاسلام مطبقا في مجالات الحياة، فإذا كانت المرأة قد عانت شيئا من سوء المعاملة، فإن مردّ ذلك الى سوء تصرّف الناس وجهلهم، لا إلى أحكام الإسلام.. البعيدة عن التطبيق.. والمبعدة عن الحياة..