الهوامش في الرسائل العلمية أحد الجوانب المهمة التي يحكم بها على كاتبها؛ ذلك أن استخدامها الاستخدام الصحيح المناسب دليل فَهْم المادة العلمية، ووضعها في الموضع الذي ينبغي أن تكون فيه.
بعض المعلومات مكانه نصوص الرسالة ومتنها، والبعض الآخر محله هامش الرسالة، وما يصلح بالهامش لا يصلح أن يكون موضعه متن الرسالة، وما يكون موضعه متن الرسالة لا يصلح أن يكون بالهامش.
والمقياس في هذا هو: أن أي فكرة أو فقرة متصلة اتصالًا مباشرًا بالأفكار الأساسية بموضوع البحث فموضعها نصوص الرسالة ومتنها، وما هو منها متصل اتصالًا جانبيًّا كشرح نقطة، أو توضيح فكرة، أو تحليل لها، أو تعليق عليها لو وضعت بصلب الرسالة لاستدعت انقطاع التسلسل الفكري للموضوع الأساس، فمثل هذا موضعه هامش الرسالة.
"فالغاية من الهامش تجريد المتن من تلك الاستطرادات، التي لا تعد جزءًا رئيسًا من البحث؛ ولكنها في الوقت ذاته ضرورية لإعطاء
١ الهامش والحاشية تستعملان استعمالًا مترادفًا. قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط: "والهامش حاشية الكتاب"، مادة "همش". وذكر الإمام النووي "حشو.... قال الأزهري في تفسير هذا اللفظ: الحاشية الناحية، وحاشية الثوب وكل شيء ناحيته، وحاشية كل شيء طرفه الأقصى، وكذا حشي كل شيء ناحيته....". تهذيب الأسماء واللغات، تصوير "بيروت: دار الكتب العلمية" ج١، القسم الثاني ص٦٥. وهنا آثرت كلمة "هامش" تغليبًا للاستعمال.