هي مرحلة تنقيح البحث وتهذيبه، وبداية الانتهاء منه، ووضعه في الصورة المناسبة المرغوبة، وبنظرة واقعية إلى هذه المرحلة من البحث نجد أنها تأتي في أعقاب جُهْد متتابع، وصبر طويل على معاناة البحث ومشاكله لفترة تعد بالسنين أحيانًا كثيرة، ومن المأثور:"إن النفوس إذا كلت عميت"؛ فليس غريبًا أن يعتري الباحث عند خطوة من خطوات البحث شيء من الكلل؛ فمن ثَمَّ ينبغي أن يعطي لنفسه فرصة من الراحة والاستجمام بعد الانتهاء من مسودة الرسالة.
إن هذه الفترة سيكون لها أثرها الطيب، ومردودها الحميد على البحث، وإخراجه في الشكل العلمي المطلوب؛ إذ تتجدد نفس الباحث، وتبدو نتائج هذا على الدقة في مراجعة البحث، وسرعة التنبه لاستدراك الأخطاء، وتلمس مواضع النقص أو الزيادة، فالاستمرار بدون توقف مدعاة إلى تجاوز الكثير من الأخطاء، وعدم التنبه لها، وبطبيعة الحال يصبح الخلل واضحًا في البحث؛ فيكون سببًا في تقليل أهميته، والانخفاض بمستواه العلمي.
ومن الجوانب التي ينبغي التأكد من وجودها وتأملها بدقة أثناء هذه المرحلة ما يأتي:
أولًا: سلامة الجمل والعبارات من الأخطاء النَّحْوِية واللغوية، ولا مانع من الاستعانة ببعض المتخصصين في هذا المجال؛ لتصحيح البحث وتنقيحه.