للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اختيار موضوع البحث "المشكلة"]

إن إحساس الدارس الملح بوجود موضوع جدير بالدراسة، أو شعوره بوجود مشكلة يراد حلها، هما البداية المنطقية للقيام ببحث علمي أصيل.

هذا هو السبيل السليم إلى الإبداع الفكري والأصالة العلمية؛ إذ إن أفضل البحوث وأرفعها ما كان مصدره الإلحاح الداخلي والرغبة الذاتية، فالاختيار الشخصي للبحث مهم جدًّا في تقدمه وتفوقه.

أثبتت التجربة بين طلاب البحوث بأن الذين يتوفقون إلى اختيار الموضوعات بأنفسهم يكونون أكثر تفوقًا، ونجاحًا، وسعادة بالعمل، من أولئك الذين يفرض عليهم بحث معين١.

وفي المقابل يُحذِّر العلماء والباحثون من اعتماد طالب الدراسات العليا على مقترحات الآخرين في اختيار موضوع البحث. يقول الدكتور شوقي ضيف:

"يجد ناشئة الباحثين صعوبة في اختيار موضوعات بحوثهم، وكثيرًا ما يلجئون إلى بعض الباحثين، وبخاصة من أساتذة الجامعات ليدلوهم على موضوعات يبحثونها. وهي طريقة خطرة؛ إذ قد يدلهم هؤلاء الباحثون على موضوعات لا تتفق وميولهم الحقيقية؛ فيتعثرون فيها، وقلما يحسنونها، ولعل في ذلك ما يجعل أول واجب على هؤلاء الناشئة ألا يلقوا بزمامهم في بحوثهم إلى غيرهم، وأن يعملوا على الاهتداء إليها من خلال قراءاتهم، وعكوفهم على كتب الباحثين من


١ Evan K.M. Planing Small Scale Research, "Windser: N.F.E.R. ١٩٧١" p. ٣٠.

<<  <   >  >>