البحث العلمي يفرض الاطلاع على بحوث الآخرين، وأعمالهم في نفس الحقل والتخصص، فليس غريبًا أن تحتوي الكتابات العلمية في أي موضوع أو مادة على اقتباسات منقولة من مؤلفات العلماء وكتابات الكُتَّاب السابقين.
فالباحث لا يبدأ من فراغ؛ إذ لَا بُدَّ أنه سبق بدراسات العلماء، وتجارب الباحثين، والبحث العلمي أساسًا عملية بناء متتابعة من الباحثين، يضم كل واحد منهم إلى العلم والمعرفة ما يتوصل إليه فكره، فكل منهم يضع لبنة في بناء المعرفة الإنسانية وتكوينها، وبذلك تبني الأمم حضارتها، فيكمل الخَلَف ما أنجزه السلف.
وبالرغم من الأهمية البالغة للاطلاع على أعمال الآخرين في استكمال جوانب البحث، يقف العلماء والباحثون في الاقتباس منها، وتضمينها موضوعات البحث موقفين متتابينين:
الأول: مَن لا يرى في الاقتباس فضيلة، وأنه -في نظره- مظهر من مظاهر الضعف في التأليف، وبخاصة عندما يكون النقل لفصل كامل، وأوراق عديدة؛ بحيث تختفي شخصية الكاتب بين الاقتباسات الطويلة المتعددة.
نبه على هذا عباقرة المؤلفين من المسلمين الذين أسهموا بنتاج علمي فريد؛ من هؤلاء إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك