للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما من شك أن القراءة في المصادر والمراجع، ومظان البحث، ومناقشته مع المشرف، وتدوين ذلك في البطاقات، سيكون لها مجتمعة أكبر العون على وضع خطة جيدة للبحث، خصوصًا إذا كان تدوين البطاقات متمشيًا والطرق السليمة، وذلك بتقسيم المعلومات المدونة إلى مجموعات، كل مجموعة تحمل عنوانًا خاصًّا.

إن هذا سيساعد على تزويد الباحث بالعناصر المهمة، ووضعها في خطوط عريضة، تعد معالم في طريق البحث والكتابة؛ بل هي مفتاح موضوعاته.

إن إبراز البحث في عناصر، وخطوط رئيسة منسقة، سيساعد على معالجة الموضوع ودراسته بطريقة هادئة وتفكير منظم.

فرؤية هذه المجموعة من العناصر أمام نظر الباحث تعطيه تصورًا كاملًا للموضوع، وتتيح تأمله ذهنيًّا قبل عمل الْمُسَوَّدَة؛ ومن ثَمَّ يتمكن هو نفسه من نقده وفحصه من الناحية العلمية والفكرية والترتيب.

كما أنه الإمكان إدراك ثغرات البحث، وجوانب الضعف فيه؛ فيعمل على تفاديها، وإعادة تنظيمها، وإضافة مادة جديدة لها، ومن خلال ذلك أيضًا تتبين المواطن التي تحتاج إلى التركيز والاهتمام١.

كل عنصر في الخطة يشكل موضوعًا رئيسًا في البحث، وهو ينمو ويتسع كلما ازدادت دراسته عمقًا. وأي عنصر في الخطة لَا بُدَّ أن يسير في اتجاه النتيجة بشكل طبيعي غير متكلف.

ولَا بُدَّ أخيرًا أن تكون النتيجة التي يتوصل إليها البحث هي النهاية المنطقية، والخاتمة الطبيعية التي مهدت لها الدراسات السابقة.


١ انظر:
Ehrlich an Murphy, p. ٢٨-٣٦.

<<  <   >  >>