للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمرام الأسنى؛ وأرسل للدعوة إليه الرسل، وأنزل لتحقيقه الكتب، وهو أول واجب على المكلف، وآخر واجب عليه، وهو الذي يقاتل لأجله، ويوالي ويعادي بسببه.

ولكن القبورية ناقضوا هذا الأصل؛ فهدموا الإسلام من أساسه! .

(٣) حالة الناس قبل نشأة القبورية:

لقد كان الله سبحانه وتعالى خلق آدم أبا البشر وزوجه أم البشر وارتضى لهما ولجميع بني آدم هذا الدين القيم؛ فكانوا يعبدون ربهم وحده لا شريك له.

وقد كانوا كلهم أمة واحدة على ملة واحدة؛ يوحدون ربهم عز وجل ويعبدونه وحده لا شريك له، بطريقة واحدة أرشدهم إليها بواسطة أنبيائه عليهم السلام، فلم يكونوا يشركون بعبادة ربهم أحدًا، كما أنهم لم يكونوا يعبدون ربهم بطرق بدعية.

فكانوا كلهم رجالًا ونساءً مسلمين موحدين سنيين، ولم يكن فيهم مشرك بالله، ولا قبوري، ولا وثني، ولا صنمي، ولا مبتدع في دين الله، ولا خرافي في شرع الله.

فلم يكن يوجد صنم يسجد له، ولا وثن يعبد، ولا قبر يعكف عليه، ويراقب إليه، ولا شجر يتبرك به، ولا حجر يذبح عنده، ولا ملك مقرب ينذر له، ولا نبي مرسل يستغاث به، ولا ولي صالح يستعان به.

(٤) نشأة القبورية في الأمم الخالية:

وقد كان إبليس عليه لعائن الله تترى عدوًّا لدودًا لهم جميعًا، وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>