والزكاة والصوم والحج ونحوها، وبعض الأعمال القلبية من اعتقاد الربوبية.
بناء على ذلك أخرجوا الدعاء والاستغاثة من مفهوم العبادة؛ فقالوا: إن الدعاء والاستغاثة بالأولياء * ونداءهم وطلب المدد منهم عند البلاء * - ليست هذه الأمور من العبادة في شيء، ولا من الشرك بالله عز وجل؛ لأن العبادة لا تتحقق إلا إذا اعتقد في غير الله القدرة الذاتية، والاستقلال بالنفع والضر، والربوبية، ونفوذ المشيئة لا محالة، وإذا كان الأمر كذلك - فمن استغاث بالأولياء ودعاهم لدفع الضر وجلب النفع، وطلب منهم المدد فهو لم يعبد غير الله، وإذا لم يعبد غير الله تعالى - لم يشرك به سبحانه أحداً من خلقه؛ إذن لا حرج على المضطر المكروب أن يستغيث بأولياء الله تعالى عند الكربات.
ولقد سقت كثيراً من نصوص القبورية في مبحث العبادة في الباب الأول.
ولكن يحسن للبرهنة على ذلك أن نسوق بعض نصوص القبورية الآخرين في صدد تقريرهم لهذه الشبهة:
١ - قال ابن جرجيس أحد أئمة القبورية العراقية (١٢٩٩هـ) :
إن أعداء الله الخوارج الوهابية ترويجاً لبدعته، وحرصاً على تكفير