لقد سبق أن ذكرت بعض جهود علماء الحنفية في بيان التوسل الشرعي وأنواعه، وبيان التوسل القبوري منه والبدعي، وصوره وأصنافه، وبعض جهودهم في إبطال التوسل القبوري، ولكن لا يتم الرد على الوجه الأكمل إلا بإبطال شبهاتهم، لذا أذكر بعض جهود علماء الحنفية في هذا المبحث لإبطال أهم شبهات القبورية وأشهرها التي تشبثوا بها في باب التوسل القبوري.
فأقول وبربي أستعين، إذ هو المستعان المعين، وبه أستغيث، إذ هو المستغاث المغيث:
لقد تشبثت القبورية لإثبات توسلهم القبوري، الشركي منه والبدعي - بشبهات كثيرة لا يمكن لي أن أسردها كلها ثم أذكر أجوبة علماء الحنفية عنها، لأن هذا يحتاج إلى تأليف مستقل ضخم، ولكن ما لا يدرك كله لا يترك بعضه أو جله.
لذا أكتفي بذكر ثلاث من شبهاتهم التي هي أقوى الشبهات على الإطلاق، وأشهرها لديهم في باب التوسل، فهي وإن لم تكن جل الشبهات عدداً وكماً، ولكنها جلها كيفاً وقوة ومعنى ووزناً.