هي تلك الحكايات التي شحنت بها القبورية كتبهم، أو تناقلوها كابراً عن كابر، لإثبات جواز الاستغاثة بالأموات عند الكربات * بل لإثبات وجوبها وترجيحها على الاستغاثة بالله عز وجل عند الملمات *:
من أن فلاناً استغاث بالولي الفلاني فأغاثه.
وفلان ذهب إلى قبر فلان فتعافى، وقضى حاجته.
والقبورية يذكرون لتأييد قبوريتهم أقوال كثير ممن ينتسبون إلى العلم والفضل والزهد. وقد ذكرت عدة نماذج في الفصل الأول من الباب السابع.
وهذه الشبهة أقوى سلاح للقبورية لدعم قبوريتهم، وإجلال أوليائهم، والتنويه بكراماتهم، وفي ذلك دعوة سافرة للمضطرين إلى الاستغاثة بهم وندائهم عند الكربات، ونزول الملمات * موهمين الناس أنه لو لم تكن الفائدة في الاستغاثة بالأموات عند الكربات، لما تقضى الحوائج عند قبورهم، ولما تنكشف البليات بالاستغاثة بهم - إلى آخر تلك الحكايات *
الجواب: لقد شمر كثير من علماء الحنفية عن ساق الجد والجهد لإبطال هذه الشبهة، وكشفوا عن حقيقة حكايات هؤلاء القبورية، وبينوا فضائحهم بعدة أجوبة، أذكر منها:
الجواب الأول:
أن علماء الحنفية قد صرحوا بأن هذه الحكايات التي تناقلتها