كتاب جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية

المبحث الثاني في أنواع التوحيد عند علماء الحنفية وردهم على القبورية في ذلك - المطلب الثالث في التقسيم الثلاثي للتوحيد عند الحنفية - ج: 1 - ص: 116

لعدم شموله توحيد العبادة الذي هو المقصود الأعلى الأسمى والغاية العظمى، فإن توحيد الربوبية لا خلاف فيه للمشركين؛ قال العلامة محمود شكري الآلوسي (١٣٤٢هـ) ، والإمام ابن أبي العز (٧٩٢هـ) ، واللفظ للأول:

(توحيد الربوبية هو الذي أقرت به الكفار جميعهم؛ ولم يخالف أحد منهم في هذا الأصل إلا الثنوية والمجوس.

وأما غيرهما من سائر فرق الكفر والشرك - فقد اتفقوا على أن خالق العالم ورازقهم، ومدبر أمرهم ونافعهم وضارهم، ومجيرهم واحد، لا رب ولا خالق ولا رازق ولا مدبر ولا نافع ولا ضار ولا مجير غيره؛ كما قال سبحانه وتعالى:

{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان:٢٥] ،