للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حياء من العباد، ورب العباد:

إن المضطر ينبغي له أن يستغيث بالأموات عند الكربات* لأن الولي أسرع إجابة من الله تعالى في دفع المضرات، وجلب الخيرات* إلى آخر هذيانهم الكفري الإلحادي الذي ذكرتُ أمثلة منه في ترجيحهم الاستغاثة بالأموات * على الاستغاثة برب البريات*؛ لأن هذا النص مشتمل على عدة من الأمور المهمات * التي تبطل جميع مزاعم القبورية في استغاثتهم بالأموات*:

الأول: أن الله تعالى يستجيب الدعوات، ويقضي الحاجات، فبطل كفر هؤلاء القبورية: أن الولي أسرع إجابة من الله.

الثاني: أن الله يملك كل شيء، وقادر على كل شيء، فهو المالك المطلق، والغني القادر المطلق، وحده لا شريك له.

فبطلت خرافات القبورية في زعمهم التصرف في الكون للأولياء.

الثالث: أنه لا غنى لأحد عن الله تعالى طرفة عين.

فبطل بذلك زعم القبورية في دعوة العباد إلى الاستغاثة بالعباد ولا سيما الأموات.

الرابع: حكم هؤلاء المستغيثين المستكبرين عن الاستغاثة بالله، المعرضين عنها، الراغبين في الاستغاثة بالأموات، الداعين إليها:

وهو أنهم قد ارتكبوا كفرا بواحا، وشركا صراحا.

هذا هو حكم الأئمة الحنفية القدامى على مثل هؤلاء القبورية الوثنية المرجحين للاستغاثة بالأموات* على الاستغاثة بخالق الكائنات*، والمعتقدين فيهم العلم بالمغيبات* وسماع أصوات الاستغاثات*

<<  <  ج: ص:  >  >>