الاستغاثة بالأموات، ولكن سرعان ما ينتبه من دقق النظر في هذه القصة إلى أن القبورية في استدلالهم بهذه القصة على جواز الاستغاثة بالأموات عند الكربات * لمن أعظم أصحاب التمويهات والتلبيسات * كما سيظهر الآن الجواب * الذي يقطع دابر أهل الارتياب *:
الجواب:
أن هذه القصة لا صلة لها بالاستغاثة بالغائب الذي لا يقدر ولا ينفع * أو الميت الذي لا يعلم ولا يرى ولا يسمع *
كما لا علاقة لها بطلب ما لا يقدر عليه إلا الله.
بل تدل على جواز الطلب من الحي الحاضر فيما يقدر عليه، فإن هاجر قد سمعت جبريل الحي الحاضر، فطلبت منه ما كان يقدر عليه وإن لم تكن تراه، ومن ظن غير ذلك فقد افترى على أمنا هاجر، وتقول على أهل بيت النبوة * وبهت أهل الصفوة والفتوة *.
وأتى بتمويه وتحريف * وجاء بتلبيس وتخريف *.
قال العلامتان: نعمان الآلوسي (١٣١٧هـ) ، وابن أخيه شكري الآلوسي (١٣٤٢هـ) ، واللفظ للأول:
(إن كلامنا فيمن يستغاث به عند إلمام ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى، أو لسؤال ما لا يعطيه ويمنعه إلا الله سبحانه.
وأما فيما عدا ذلك مما يجري فيه التعاون والتعاضد بين الناس،