فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحثه بعقبه حتى ظهر الماء بإذن الحكيم الأحكم.... فشربت وأرضعت ولدها، فقال لها الملك: لا تخافوا الضيعة، فإن هنا بيتاً لله يبني هذا الغلام وأبوه، وإن الله لا يضيع أهله....
وفي حديث علي عند الطبراني بإسناد حسن:
((فناداها جبريل فقال: من أنت؟ قالت: أنا هاجر أم ولد إبراهيم، قال: فإلى من وكلكما؟ قالت: إلى الله. قال: وكلكما إلى كاف)) .
فقد تبين أن هاجر لم تطلب إلا ممن هو حاضر محسوس، ليس ما طلبته مما اختص طلبه بالله سبحانه، فإنها طلبت من صاحب الصوت ما يسد جوعتها، ويروي غلتها، كما يقول المنقطع في الطريق العادم الزاد والماء - إذا مر عليه أحد أو أحس به:
أغثني بما عندك من ماء وطعام * وأعطني مما تفضل الله به عليك من الإنعام *.
أفيقال لهذا: إنه طلب ما لا يقوم عليه إلا الله * والتجأ في شدته إلى من سواه *؟ .
وفي زعم هذا العراقي: أن هاجر رضي الله عنها طلبت من غائب