وقوله: ثم ما يدريك أن هذا الغائب [شيطان] إلخ - فيه من الجهل والخبط ما يعجز القلم عن ذكره، كيف يكون شيطاناً وقد خلق الشيطان للإفساد، لا للإصلاح، وللتفرقة لا للإجتماع، ثم إن في هذا الحديث إضافة العباد إلى الله، وقد قال تعالى:{إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ}[الحجر: ٤٢، والإسراء: ٦٥] ، وهو سبحانه طيب لا يقبل إلا طيباً، ولا يضاف إليه إلا الطيب، يقال للكعبة:((بيت الله)) لما فيه من الهدى والبركة ما لا يمكن بسطه، وكذلك المساجد، ولا يضاف إليه البيوت المستقذرة، مع أن لله ما في السماوات وما في الأرض، فلا يقال للشياطين:((عباد الله)) بهذا المعنى في مثل هذا المقام) .
وللإمام ولي الله الدهلوي (١١٧٦هـ) ، والشيخ محمد المظفري كلام يؤيد ما ذكره الآلوسي.