وغير ذلك من الحاجات التي كان عباد الأوثان يسألونها من أوثانهم [المعبودات *] فليس شيء من ذلك مشروعاً باتفاق أئمة المسلمين *؛ إذ لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة والتابعين وسائر أئمة الدين * بل أصل هذه الزيارة البدعية الشركية -[التي دان بها القبورية الطغام *] مأخوذة عن عباد الأصنام، [المشركين في غابر الأيام *] ؛ فإنهم قالوا: الميت المعظم الذي لروحه قرب ومزية عند الله تعالى لا يزال تأتيه الألطاف من الله تعالى، وتفيض على روحه الخيرات، فإذا علق الزائر روحه به وأدناه منه - فاض من روح المزور على روح الزائر من تلك الألطاف بواسطتها، كما ينعكس الشعاع من المرآة الصافية، والماء الصافي، ونحوهما على الجسم المقابل له.
ثم قالوا: فتمام الزيارة أن يتوجه الزائر بروحه إلى الميت، ويعكف بهمته عليه ويوجه قصده وإقباله عليه، بحيث لا يبقى فيه التفات إلى غيره.
وكلما كان جمع الهمة والقلب عليه أعظم - كان أقرب إلى انتفاعه به.