وقالوا: إذا تعلقت النفس الناطقة بالأرواح العلوية فاض عليها منها نور.
ولهذا السر عبدت الكواكب واتخذ لها الهياكل، وصنفت لها الدعوات واتخذت لها الأصنام.
وهذا بعينه هو الذي أوجب لعباد القبور اتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها * وتعليق الستور عليها * وإيقاد السرج عليها * وإقامة السدنة لها * ودعاء أصحابها * والنذر لهم، وغير ذلك من المنكرات * [التي ترتكبها القبورية عند الملمات] * والله هو الذي بعث رسله * وأنزل كتبه * لإبطاله وتكفير أصحابه * ولعنهم وإباحة دمائهم وأموالهم * وسبي ذراريهم *.
وهو الذي قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم إبطاله ومحوه بالكلية، وسد الذرائع المفضية إليه * [وقاتل المشركين عليه] *.
فوقف هؤلاء الضالون المضلون في طريقه، وناقضوه في قصده وقالوا [تأسياً بالمشركين من فلاسفة اليونان وغيرهم] :
إن العبد إذا تعلقت روحه بروح الوجيه المقرب عند الله تعالى، وتوجه إليه بهمته وعكف بقلبه عليه - صار بينه وبين ذلك الميت اتصال يفيض به عليه نصيب مما يحصل له من الله تعالى.