فتبين من هذا أن هذه الواسطة الكفرية الشركية باطلة فاسدة من عدة وجوه، متضمنة عدة من المفاسد؛ وأن قياس خالق الملوك على الملوك قياس فاسد أشد الفساد؛ إذ هو قياس مع الفارق الذي يستلزم عدة من أنواع الكفر البواح.
وبهذا القياس الفاسد عبدت الأصنام، وهذا أصل شرك الخلق، فهم أجهل الناس بالله وبحقه وما يجب له، وما يمتنع عليه، حيث قاسوا الخالق المالك الرب المعبود الغني، على المخلوق المملوك المربوب العابد الفقير المحتاج.
الجواب السادس:
أن شبهة الواسطة باطلة من أصلها، مجتثة من جذورها، بل تصور وجود الواسطة ههنا غير وارد أصلاً، وذلك لوجوه:
الأول: أن الأموات لا يعلمون بحال المضطرين المكروبين المستغيثين المستشفعين بهم، كما سبق في باب علم الغيب. فكيف يشفعون لهم؟ وكيف يكونون واسطة بينهم وبين الله؟ .
الثاني: أن الأموات لا تصرف لهم في الكون، كما سبق في باب