والمقصود: أن من يذهب مذهب الغلاة في أهل القبور - فريقان:.
الفريق الأول: من يقول بالاتحاد والحلول؛ إذ لا فرق حينئذ بين الخالق والمخلوق، ولا بين التراب ورب الأرباب، ومنهم النبهاني الزائغ؛ على ما أشعر كلامه واعتقاده في النبي صلى الله عليه وسلم؛ مع ما هو عليه من المسلك، وقد ذكرنا ذلك في أول الكتاب، ومثله كثير ممن أورد شعره.
الفريق الثاني: الجهال بحقائق الدين ودقائقه، وهم أكثر من نقل النبهاني شعره؛ فهم لا يعلمون ما في كلامهم من المحاذير، ولو نبهوا عليها لانتبهوا؛ وهم في شعرهم وما قالوه في النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو - {يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}[الكهف: ١٠٤] ، وقد رأينا من يعمل في قبور الأصفياء ما يعمل من المنكرات والأعمال التي لم تشرع - كلهم من العوام، وإن كانوا في زي العلماء الأعلام؛ فبطل جميع ما استشهد به من الشعر والحمد لله) .
الجوابان: الثالث والرابع:
ما قاله الإمام محمود الآلوسي (١٢٧٠ هـ) ، وتبعه في ذلك حفيده