للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت:

هذا النص مشتمل على جوابين:

حاصل الجواب الأول:

أنكم أيها القبورية الحلولية في قولكم الكفري هذا - قد طولتم الطريق على أنفسكم؛ فإنكم تزعمون جواز الاستغاثة بالولي من حيث ظهور الحق تعالى فيه، وأن المقصود هو الاستغاثة بالله تعالى لا بالولي؛ فهلا تستغيثون بالله تعالى مباشرة من أول الوهلة، ولم تطولون الطريق إلى الله على أنفسكم؟ .

فمثلكم - مع كفركم الحلولي - كمن يمسك أذنه اليمنى من جانب الأذن اليسرى من قفاه.

وقد قيل في أمثالكم من الحمقى ما قيل * مع كونكم من أهل الضلال والتضليل *:

(أرى الأمر يفضي إلى آخر ... يصير آخره أولا)

ولله در القائل الذي قال في أمثالكم السفهاء * أهل السفسطة والقرمطة مجانين العقلاء *:

(أقام يعمل أياماً رويته ... وشبه الماء بعد الجهد بالماء)

وأنتم أيها القبورية الحلولية في زعمكم هذا - كالماتريدية، والأشعرية، ونحوهم من الجهمية المعطلة المحرفة الذين يحرفون صفة ((الاستواء)) إلى ((الاستيلاء)) ؛ ثم يقولون: المراد من ((الاستيلاء)) ما هو اللائق بالله عز وجل؛

<<  <  ج: ص:  >  >>