يظهر من موارد لفظة ((الاستغاثة)) : أنها أخص من الاستمداد، والاستنصار، والاستعانة؛ لأن ((الاستغاثة)) تكون عند مس الحاجات * ونزول الملمات * وحدوث الكربات * فالنصر، والمدد، والعون الذي يطلبه المضطر والمكروب عند الكربة والشدة - هو الغوث، وفعل ذلك المضطر وطلب ذلك المكروب يسمى ((استغاثة)) ، يظهر ذلك من كلام أهل اللغة من الحنفية؛ فقد قال الزبيدي (١٢٠٥هـ) ، والمفسر الآلوسي (١٢٧٠هـ) ، واللفظ للأول:
(ويقال: استغثت فلاناً............. قال شيخنا: قالوا: الاستغاثة: طلب الغوث، وهو التخليص من الشدة والنقمة، والعون على الفكاك من الشدة، ولم يتعد في القرآن إلا بنفسه كقوله تعالى:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ}[الأنفال: ٩] .
وقد يتعدى بالحرف كقول الشاعر:
حتى استغاث بما لا رشاء له ... من الأباطح في حافاته البرك