فمن دعا الأموات وناداهم واستغاث بهم عند الكربات * فقد عبد غير الله تعالى بأعظم أنواع العبادات * وأشرك أكبر أنواع الشرك بخالق الكائنات *.
الجواب الثالث:
أن ((الدعاء)) ، و ((العبادة)) بينهما تلازم، فأحدهما يستلزم الآخر، قال العلامة شكري الآلوسي (١٣٤٢هـ) :
(والمقصود هنا: أن دعاء الله - قد يكون ((دعاء عبادة)) لله، يثاب العبد عليه في الآخرة، مع ما يحصل له في الدنيا.
وقد يكون ((دعاء مسألة)) تقضى به حاجته، ثم قد يثاب عليه إذا كان مما يحبه الله، وقد لا يحصل له إلا تلك الحاجة، وقد يكون سبباً لضرر دينه، فيعاقب على ما ضيعه من حقوق الله تعالى) .
وقال رحمه الله: (فإن ابتغاء الوسيلة إليه - هو طلب ما يتوسل - أي يتوصل ويتقرب به إليه سبحانه وتعالى، سواء كان على وجه العبادة، والطاعة، وامتثال الأمر [واجتناب النهي، وهذا هو الدعاء بمعنى العبادة] .
أو كان على وجه السؤال له [سبحانه وتعالى] ، والاستعاذة به رغبة في جلب المنافع ودفع المضار [وهذا هو الدعاء بمعنى السؤال، والنداء، والطلب] .