قلت: هذا هو كلام علماء الحنفية في إبطال دعوى هؤلاء القبورية الإجماع على استحسان الاستغاثة بالأموات، والتوسل بهم عند إلمام الملمات لدفع الكربات وجلب الخيرات، وقد عرفت أن أمثال السبكي والكوثري من أئمة القبورية، في دعواهم الإجماع على صحة الاستغاثة بالأموات، وفي قولهم: إن الأمة طبقة فطبقة على ذلك رغم تقول كل مفتر أفاك، وإن منكر الاستغاثة والتوسل بالأموات مبتدع ومثلة بين الأنام - هم في الحقيقة خارجون على إجماع هذه الأمة، مبطلون ومحرفون لنصوص الكتاب والسنة، وأنهم هم المتقولون على الله تعالى، وأنهم هم المفترون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنهم هم الأفاكون الكذابون على الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من أئمة هذا الدين.
وأنهم هم أهل الشرك والابتداع في صميم الإسلام، وأنهم هم المثلة بين الأنام، وأن الأمة طبقة فطبقة من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين، لم يقل أحد منهم قط بجواز التوسل والاستغاثة بالمقبورين، لكن هؤلاء القبورية المتهورين زعموا أن لا جواب لدعواهم وإن كذبوا.