للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قال هؤلاء الضالون - لم ينه عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد، ولم يلعن من فعل ذلك؛ فإنه عليه السلام إذا لعن من اتخذها مساجد يعبد الله فيها - فكيف يأمر بملازمتها والعكوف عندها، وأن يعتاد قصدها، وإتيانها، ولا تجعل كالعيد الذي يجيء من الحول إلى الحول؟؟ .

وكيف يقول: (( «وصلوا علي حيث ما كنتم» )) بعد قوله: (( «لا تجعلوا قبري عيداً» )) !! وكيف لم يفهم أصحابه وأهل بيته من ذلك ما فهمه هؤلاء الضالون الذين جمعوا بين الشرك والتحريف......

ثم في اتخاذ القبور عيداً من المفاسد العظيمة التي لا يعلمها إلا الله تعالى: ما يغضب لأجله كل من كان في قلبه وقار لله تعالى وغيرة على التوحيد؛ وتقبيح للشرك وتهجين للكفر والبدع؛ ولكن ما لجرح بميت إيلام؛ فمن مفاسد اتخاذها عيداً:

أن غلاة متخذيها عيداً إذا رأوها من موضع بعيد * ينزلون من الدواب، ويضعون الجباه على الأرض، ويقبلون، ويكشفون الرءوس، وينادون من مكان بعيد * ويستغيثون بمن لا يبدي ولا يعيد * ويرفعون

<<  <  ج: ص:  >  >>