قال القضاعي أحد أئمة القبورية (١٣٧٦هـ) مستدلا بهذه الآية:
(فهذا صحيح اعتقادهم باستقلالها بالضر والنفع) .
وقال الدجوي أحد أعناق القبورية (١٣٦٥هـ) متشبثًا بهذه الآية:
(فكيف يقول ابن تيمية إنهم يعتقدون: ((أن الأصنام لا تضر ولا تنفع)) إلى آخر ما يقول) .
الجواب:
أن هؤلاء القبورية مفترون في تقرير استدلالهم بهذه الآية على الله تعالى وعلى كتابه وعلى شيخ الإسلام ابن تيمية، وعلى المشركين من قوم هود عليه الصلاة والسلام؛ فإن الله لم يشر إلى أنهم كانوا يعتقدون في آلهتهم الاستقلال بالضر والنفع فضلًا عن التصريح.
كما أن شيخ الإسلام لم يقل قط: إن المشركين كانوا يعتقدون أن آلهتهم لا تضر ولا تنفع.
غاية ما في هذه الآية أن المشركين كانوا يعتقدون في آلهتهم أنها تضر وتنفع.
ولكن تقدم عدة نصوص لعلماء الحنفية، ولا سيما الإمام ولي الله دالة على أن المشركين كانوا معترفين بأن الله هو الخالق لهذا الكون المدبر للأمور العظام والرازق وحده. ولم يعتقدوا في آلهتهم أنها تنفع وتضر استقلالًا، وإنما كانوا يعتقدون أن الله تعالى فوض إليهم تدبير أمورهم وجعلهم متصرفين في بعض الأمور الخاصة والجزئية في غير الأمور العظام.