بساتينها، وليشموا نفحات حدائقها، وليسرحوا في منتزهاتها؛ ليجدوا نصوص علماء الحنفية القواطع اللوامع في صعيد واحد؛ وليعلموا أن علماء الحنفية قد جازوا القبورية وفاقًا لبعض إجرامهم؛ ليتذكروا قول القائل:
ستعلم ليلى أي دين تداينت ... وأي غريم في التقاضي غريمها
(٩) - أسباب اختيار الموضوع:
لما كانت القبورية بهذه الكثرة الكاثرة، وضررها على الإسلام والمسلمين أعظم وأشد وأعم وأطم؛ حيث جروا ويلات على العقيدة السلفية طيلة هذه القرون، وكانت لعلماء الحنفية جهود عظيمة في إبطال عقائدهم وكشف فضائحهم، ثم كان أكثر القبورية المنتسبين إلى الأئمة هم الحنفية - أردت أن أضرب أعناق معانديهم بسيوف أهل مذهبهم تنكيلًا لهم، وأرشد جهالهم بنصوص أئمتهم نصحًا لهم؛ لذلك سميت كتابي هذا:((جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية)) .
وقد حداني إلى اختيار هذا الموضوع عدة أسباب غير ما ذكر، أهمها ثلاثة:
الأول: أن كتابي الأول: ((الماتريدية.....)) بمرحلة الماجستير كان في تحقيق توحيد الأسماء والصفات وإبطال عقائد الماتريدية الحنفية الجهمية؛ فناسب ذلك أن يكون كتابي هذا في تحقيق توحيد العبادة بجهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية؛ ليتم الرد على الفرقتين: الجهمية