الثالث: أنه قد صرح علماء الحنفية: أن القبورية باستغاثتهم بالأموات عند الملمات * ونذورهم للقبور وأهلها عند الكربات * مرتكبون للشرك الأكبر، وعبادة القبور بأنواع من العبادات *
الرابع: أن الشرك موجود في القبورية، وأنهم أهل الشرك، وأنه لا فرق بينهم وبين الوثنية إلا بالاسم فقط.
الخامس: أن الرجاء والخوف داخلان في مفهوم العبادة. فدل هذا على ضلال الصوفية الذين يقولون:((لا مقصود إلا الله)) . ويقولون: إن الذين يعبدون الله رجاء الجنة وخوفًا من النار، فهم كالأجير يطلب الأجرة. وقد تقدم الرد عليهم بكلام الحنفية.
والحقيقة أن هؤلاء الصوفية الذين يقولون: نحن نعبد الله بالحب فقط لا خوفًا منه ولا رجاء منه ولا طمعًا في الجنة ولا مخافة من النار، هم من الزنادقة الملاحدة الحلولية الاتحادية.
السادس: أن كل ما يصرف القبورية للقبور وأهلها من العبادات لا يخلو من المحبة والرجاء والخوف؛ فالقبورية يعبدون القبور وأهلها، وأنهم أشركوا بالله، والله المستعان ...
وبعد أن عرفنا العبادة، وعرفنا أركانها، وعرفنا بعض أنواعها ننتقل إلى المطلب الآتي لنعرف شروط صحة العبادة وقبولها عند الله جل وعلا، في ضوء نصوص علماء الحنفية، وبالله التوفيق وإليه مآب.