فقال: هل لكم أن أصورهم لكم في قبلتكم إذا نظرتم إليهم - ذكرتموهم فيذهب حزنكم وتنشطون في العبادة - فقالوا: نكره أن تجعل لنا في قبلتنا شيئًا نصلي عليه.
فقال: أصورهم في مؤخرة المسجد، قالوا: نعم، فصورهم لهم، ثم لما تقدم الزمن وانقرضت الآباء والأبناء وأبناء الأبناء ونسي العلم جاء الشيطان في صورة الإنسان وقال لمن بعدهم:
إن من كان قبلكم من سلفكم الصالح كانوا يعبدونهم؛ فعبدوهم، ثم صارت سنة في العرب في الجاهلية.
أقول: تبين من هذا أنهم لم يكونوا يعبدون الأحجار كما تزعم القبورية بل كانوا يعبدون الصالحين، وقد صرح علماء الحنفية: أن عبادة القبور - هي أصل شرك العالم، وأن المشركين القبوريين قد ظهروا في عهد نوح عليه الصلاة والسلام بسبب عبادة هؤلاء الأولياء الخمسة، وعكوف القبورية في ذلك العهد على قبورهم، وبذلك وجدت القبورية على الأرض، ثم تطورت القبورية حتى انتشرت في العرب وغيرهم.