إلى غيرها من الآيات التي فيها ذكر آلهة المشركين بصيغ العقلاء وصفات ذوي العقول؛ فأنت ترى: أن هذه الآيات الكريمات مشتملة على صفات العقلاء؛ لآلهة المشركين والتعبير عنهم بصيغ العقلاء:
نحو: الذين، يخلقون، وأموات، وما يشعرون، ويبعثون، ونحشرهم، وقال شركاؤهم، ولغافلين، وعباد أمثالكم وفليستجيبوا، وعبادي، وما يملكون، ولا يسمعوا، و (لو سمعوا) ، وما استجابوا، و (يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) ، و (هم) ، وغافلون، و (إذا حشر الناس كانوا لهم أعداء) ، و (كانوا بعبادتهم كافرين) ، و {يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ} ، و (يرجون رحمته) ، و (يخافون عذابه) ، ونحو ذلك من الصيغ التي لا تستعمل إلا لذوي العقول عند العرب، وغيرهم والصفات التي لا توجد إلا في العقلاء في اللغة العربية، وغيرها؛ فإن الجمادات من الأصنام والأحجار والأشجار والتماثيل التي لا تعقل لا يقال فيها:
(الذين لا يخلقون) ، و (لا يشعرون) ، ولا يملكون، ولا يستجيبون، ولا يسمعون ... ، كما لا يقال فيها:( {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ} ، وعباد أمثالكم، وأعداء، وعبادي، ونحشرهم، وغافلون، وغافلين، وكافرين، ويبعثون، ويبتغون، ويرجون، ويخافون) ... ؛ وهذه كلها براهين باهرة * وسلاطين قاهرة * وحجج ساطعة * وأدلة قاطعة * -