إن دل على شيء فإنما يدل على الاهتمام العظيم بأمر العقيدة بالنسبة إلى الأعمال.
وقد اهتم أئمة السنة، وجبال هذه الأمة بشأن العقيدة اهتمامًا لا مزيد عليه. فكانوا يوالون ويعادون بسبب العقيدة وبها كان ولاؤهم وبراؤهم.
ولم يكتفوا بذلك، بل اهتموا بشأن العقيدة درسًا وتدريسًا وتأليفًا وهذا دليل قاطع على أنه أول واجب على المكلف.
والذي يتأمل نصوص القرآن الكريم يدرك أن الآيات المتعلقة بالاعتقاد أكثر وأوفر، وأن آيات الأحكام العملية قليلة محدودة، وهذا من البراهين الساطعة والحجج الناصعة على أهمية شأن العقيدة في الإسلام * وأن تعلم العقيدة وتصحيحها مقدمان على تعلم بقية الأحكام *
ولا سيما ما يتعلق بعلم التوحيد فإنه مواضع القرآن الكريم.
وقد درج على ذلك علماء الحنفية أيضًا؛ فاهتموا بشأن العقيدة درسًا وتدريسًا وتصنيفًا، ورأوا أنها أساس للأعمال الشرعية، وأن تعلمها وتعليمها أفضل بالنسبة للأحكام العملية، إلى أن سموا علم الاعتقاد بالفقه الأكبر، وفيما يلي بعض نصوص أئمة الحنفية وعلمائهم: