في جهود علماء الحنفية في إبطال عقيدة القبورية في حياة الأموات حياة دنيوية
لقد سبق أن ذكرت: أن القبورية تعتقد أن الأموات من الصالحين ولا سيما الأنبياء والشهداء- أحياء في قبورهم حياة دنيوية جسدية، حسية، حقيقية، عنصرية، بل أعلى وأقوى من حياتهم الدنيوية، وقصدهم بذلك أن الأموات من الصالحين أحياءٌ يسمعون نداء المستغيثين بهم ويعلمون أحوال المستنجدين بهم، ليبرروا بهذا التمهيد الاستغاثة بالأموات عند إلمام الملمات.
ولعلماء الحنفية نصوص ترد على عقيدة القبورية هذه، وحاصلها: أن الحياة البرزخية ثابتة لجميع الموتى، ولكن تلك الحياة تختلف عن الحياة الدنيوية لا تقاس عليها، فإن الحياة البرزخية لا تُحَسّ ولا تدرك بمشاعر الأحياء، قال الله تعالى:{بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[آل عمران: ١٦٩] .
١ - قال الإمام النسفي (٧١٠هـ) في تفسيره قوله تعالى: {وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}[البقرة: ١٥٤] : (لا تعلمون ذلك، لأن حياة الشهيد لا تعلم