للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأوه [أي الولي] بعد الموت يتصرف- فهو من التصرفات الدجالية * والزخرفات الخيالية الشيطانية * ... ؛ أما اعتمادهم بأن هذه التصرفات لهم من الكرامات- فهو من المغلطة؛ لأن الكرامة شيء من عند الله يكرم به أولياءه..؛ لا عن قصد لهم فيه ولا تحدي ولا قدرة ولا علم، كما في قضية مريم بنت عمران ... ؛ فلا يقال: إنه من تصرفاتهم ... ؛ وأما قولهم [أي القبورية] : ويستغاث بهم في الشدائد والبليات * وبهم تنكشف المهمات * فهذا أقبح مما قبله وأبدع * وأفظع في الأسماع وأشنع * لمصادرته قوله جل ذكره {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ} [النمل: ٦٢] ..؛ [وقوله سبحانه] : {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنعام: ١٧] ، وما هو نحو ذلك من الآيات؛ فإنه جل ذكره قرر أنه [هو] الكاشف للضر لا غيره، وأنه المتعين لكشف الشدائد والكرب، وأنه [هو] المنفرد لإجابة دعاء المضطرين لا غيره، وأنه المستعان لذلك كله، وأنه القادر على دفع الضر ... وأنه القادر

<<  <  ج: ص:  >  >>