للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهنا حق لنا أن نسأل أنفسنا ونحن نتلوا سورة الفاتحة في كل ركعة من صلاتنا، فكم مرة يا عبد الله حضر قلبك فسمع خطاب الله له؟ وشعرت بعظمة الاصطفاء من ربك، وهو يخاطبك مع كل آية تقرؤها من سورة الفاتحة، فيقول لك: (حمدني عبدي، أثنى علي عبدي، مجدني عبدي، فوض إلي عبدي، هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل .. )!!!

هل ندرك عظمة هذا الخطاب الموجه لنا من ربنا -سبحانه وتعالى- (عبدي .. عبدي .. عبدي .. )؟!

كم أنت محظوظ أيها المسلم المقبل على ربه في صلاته، وملك الملوك يصطفيك من بين خلقه؛ ليثني عليك بهذا الخطاب العظيم، ويدور بينك وبينه هذه المناجاة وهذا الحوار العظيم، لماذا غفلت القلوب عن هذا؟ لماذا نسيت هذا المقام العظيم، وهذا الاصطفاء الكبير من الله -جل جلاله-؟

لولا الحجب الكثيفة على قلوبنا من الذنوب لطارت فرحاً وشوقاً للتلذذ بهذا الخطاب الرباني العظيم، ولشعر المؤمن بخشوع عجيب في صلاته وهو يتلذذ بذلك، ولشعر بعظمة المناجاة بينه وبين الله العظيم.

٢ - تكرار قراءة سورة الفاتحة في الصلاة وسماعها من الإمام في الصلاة الجهرية وقراءتها في كل ركعة من صلاة الفرض والنفل في كل يوم، وهذا التكرار يستلزم أن يكون له أثره على القلب في حضوره وتدبره لأعظم سورة في القرآن، وذلك يؤدي إلى شعور العبد بلذة قراءة الفاتحة ولذة المناجاة بها، وكلما أقبل قلب العبد على فهم معاني هذه السورة العظيمة، زاد خشوعه وإقباله بقلبه على ربه في صلاته.

٣ - وهذه بعض الفوائد العظيمة حول الدعاء الذي ورد في آخر سورة الفاتحة:

أ - إذا رسخ في قلب العبد أهمية هذا الدعاء وعظيم الحاجة إليه {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، وأنه من أعظم الأدعية وأهمها على الإطلاق، حينها يقبل القلب عليه مستشعراً لفقره وحاجته لربه في أن يحقق له مطلبه ويجيب دعوته، والتي متى ما أجيبت نال سعادة الدارين، ولتكرار هذه الدعوة في كل ركعة من الصلاة سر عظيم، اسأل الله ان يوفقني للإشارة إليه في الفقرة الآتية.

<<  <   >  >>