للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُرْضِيكَ أَنَّهُ لَا يُصَلِّي عَلَيْكَ أَحَدٌ إِلَّا صَلَّيْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا، وَلَا يُسَلِّمُ عَلَيْكَ أَحَدٌ، إِلَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ عَشْرًا " (١).

٣ - " السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ "

فهو يطلب بهذا الدعاء السلامة من كل شر له ولجميع عباد الله الصالحين من الأنس والجن والملائكة وعلى رأس هؤلاء الرسل والأنبياء، فإذا قال ذلك أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض.

فهو يبدأ بنفسه بالدعاء ويثنّي بعباد الله الصالحين، وفي هذا دلالة على الارتباط بين المؤمن وإخوانه من عباد الله الصالحين في السماء والأرض، وهذا مما يزيد المؤمن ثباتاً على الحق، وهو يتذكر بقلبه أن معه على الحق من عباد لله الصالحين كثير لا يحصون من كثرتهم في السموات والأرض، فهو يدعو لنفسه ولهم، كما أنهم يدعون لأنفسهم وله.

والمراد بالعبد الصالح كما يقول أهل العلم كما ذكر شيخ الإسلام: "قال الزجاج وغيره: الصالح: "القائم بحقوق الله وحقوق عباده" (٢)، ولفظ الصالح خلاف الفاسد؛ فإذا أطلق فهو الذي أصلح جميع أمره، فلم يكن فيه شيء من الفساد، فاستوت سريرته وعلانيته، وأقواله وأعماله على ما يرضى ربه" (٣).


(١) أخرجه أحمد (٢٦/ ٢٨٠ - ٢٨١) ح (١٦٣٦١)، والنسائي (٣/ ٤٤) ح (١٢٨٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (١/ ٧٥) ح (٧١) وحسنه فيه مرة أخرى (١/ ٤٣٨) ح (٢١٩٨)، وقال في صحيح الترغيب والترهيب (٢/ ٢٩١) ح (١٦٦١) عن رواية أحمد: "حسن صحيح"، وقال محقق المسند (٢٦/ ٢٨١): "حسن لغيره".
(٢) ذكره الزجاج في كتابه معاني القرآن وإعرابه (١/ ٤٠٧) بلفظ: " الصالح الذي يؤَدي إِلى اللَّه ما عليه، ويؤَدي إلى
الناس حقوقهم".
(٣) الإيمان لابن تيمية (٥٠).

<<  <   >  >>