للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٤ - " أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ":

ومعنى"أشهد أن لا إله إلا الله" أي: ينطق لساني ويقر قلبي، وأعلم يقيناً، أنه لا معبود بحق إلا الله وحده لا شريك له، والشاهدة هي الخبر القاطع، فهي أبلغ من مجرد الخبر؛ لأن الخبر قد يكون عن سماع، والشهادة تكون عن قطع، كأنما يشاهد الإنسان بعينيه ما شهد به.

ومعنى «لا إله إلا الله»: أي: لا معبود حق إلا الله،

و «لا إله إلا الله» كلمة التوحيد التي بعث الله بها جميع الرسل كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} الأنبياء: ٢٥ (١)، فهي الكلمة التي أرسل الله بها رسله وأنزل بها كتبه، ولأجلها خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، وفي شأنها تكون الشقاوة والسعادة، وبها تؤخذ الكتب باليمين أو الشمال، ويقل الميزان أو يخف، وبها النجاة من النار بعد الورود، وبعدم إلتزامها البقاء في النار، وبها أخذ الله الميثاق، وعليها الجزاء والمحاسبة، وعنها السؤال يوم التلاق، وهي أعظم نعمة أنعم الله -عز وجل- بها على عباده أن هداهم إليها، وهي كلمة الشهادة ومفتاح دار السعادة، وهي أصل الدين وأساسه ورأس أمره وساق شجرته وعمود فسطاطه، وبقية أركان الدين وفرائضه متفرعة عنها، متشعبة منها، مكملات لها، مقيدة بالتزام معناها والعمل بمقتضاها، فهي العروة الوثقى، وهي الحسنى، وهي كلمة الحق، وهي كلمة التقوى، ولها فضائل كثيرة تجل عن الحصر، وقد ذكر العلامة حافظ حكمي طرفاً حسناً منها مع أدلتها في كتابه معارج القبول (٢).


(١) ينظر: الشرح الممتع لابن عثيمين (٣/ ١٥٦).
(٢) ينظر: معارج القبول (٢/ ٤١٠ - ٤١٤).

<<  <   >  >>