ويشهد بلسانه مقراً بقلبه وهو عالم بما يقوله بأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- عبد الله ورسوله، فهو يشهد له بالعبودية لله تعالى وأنه مرسل من الله تعالى، وهذه الشهادة تقتضي أموراً، منها:
١ - الإقرار بعبودية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه، فهو عبد لله بشر من البشر ليس له شراكة مع الله، وتميز بما أعطاه الله من الوحي، وبما جبله الله عليه من العبادة، والأخلاق العظيمة، قال تعالى عنه:{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} الكهف: ١١٠
وقال تعالى في الثناء على خُلُقِه:{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم: ٤
وقال تعالى في آية أخرى عنه: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا (٢١) قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا} الجن: ٢١ - ٢٢
٢ - محبته -صلى الله عليه وسلم- محبة تفوق محبة النفس والوالد والولد والمال، وجميع الناس.
٣ - … طاعته فيما أمر.
٤ - تصدقيه فيما أخبر.
٥ - ألا يعبد الله إلا بما شرع.
٦ - الحذر من الوقوع في الغلو فيه -صلى الله عليه وسلم- وذلك برفعه فوق منزلة العبودية والرسالة، وجعل شيء له من خصائص الله تعالى، ولهذا حذر الله من ذلك كما سبق، وحذر -صلى الله عليه وسلم- أمته