للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هَذِهِ الْآيَةِ: {وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ} [غافر: ١٨] فَمَا جَاوَزَهَا حَتَّى أَصْبَحَ " (١)

وقَالَ الْقَاسِمُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ، يُرَدِّدُ هَذِهِ الْآيَةَ فِي الصَّلَاةِ بِضْعًا وَعِشْرِينَ مَرَّةً: {وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [البقرة: ٢٨١] (٢).

وردد ابن مسعود رضي الله عنه: {رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: ١١٤] (٣).

وردد أيضاً: {مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ} [الانفطار: ٦] (٤).

وكان الضحاك إذا تلا قوله تعالى: {لَهُم مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: ١٦] رددها إلى السحر (٥).

٤ - أن يعيش بقلبه وأحاسيسه في معنى الآيات، ويسبح بفكره في معانيها، فيحرك قلبه بها، ويتصور مشاهدها كأنها رأي عين.

وهذا يحصل مع تكرار الآية أو الآيات في الموضوع الواحد، ولابد من صفاء النية ونقائها وإخلاصها لله، مع الدعاء الذي يلح فيه على ربه أن يرزقه تدبر الآيات كما يحب ويرضى الذي يؤدي إلى خشوع قلبه وتأثره بالآيات وزيادة إيمانه وخشوع جوارحه وبكاؤه من خشية الله ..

٥ - أن يحاسب نفسه إذا لم يجد أثراً للآيات في قلبه.

ولن تحصل المحاسبة للنفس إلا شعر في قلبه بأهمية تدبر القرآن، وشعر كذلك أنه ما قسى قلبه إلا بسبب ذنوبه وغفلته عن ربه فيسارع إلى الندم والاستغفار


(١) حلية الأولياء (٤/ ١٥٨).
(٢) فضائل القرآن - أبو عبيد (ص ١٤٨).
(٣) التبيان في آداب حملة القرآن (ص ٨٦).
(٤) التبيان في آداب حملة القرآن (ص ٨٦).
(٥) التبيان في آداب حملة القرآن (ص ٨٦).

<<  <   >  >>