والتوبة الصادقة من قلبه، ثم يقوم بلوم نفسه لماذا يا نفس لا يأثر فيك القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته كما قال الله تعالى:{لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[الحشر: ٢١].
٦ - … الرجوع لتفسير مختصر لفهم بعض الآيات التي يشكل على القارئ معناها.
وهي قليلة لأن أكثر آيات القرآن من الآيات المحكمة التي يفهم العربي معناها، ومع ذلك إذا احتاج إلى فهم معنى آية رجع إلى مختصر التفسير حتى يتمكن من تدبرها والانتفاع بها، ويستحسن أن يكون معه مصحف بهامشه مختصر التفسير، حتى إذا أشكل عليه فهم آية رجع من قريب.
٧ - ترتيل الآيات وتحسين الصوت بقدر الوسع بدون تكلف.
وللصوت الحسن أثر في زيادة تدبر الآية أو الآيات التي يريد تدبرها مع تكراره لها يحاول أن يحسن صوته بها حتى يصل الخشوع والتأثر إلى قلبه، فينزل أثر الآيات إلى القلب ومن ثم إلى الجوارح فيقشعر الجسد وتدمع العين من التأثر الناتج عن تكرار الآية أو الآيات مع تحسين الصوت والقراءة بنبرة الحزن أكثر أثراً من غيرها
٨ - أن يحرص على الخلوة مع ربه في ظلمة الليل عند تدبره للآيات.
بقدر ما يستطيع يحرص على الخلوة مع ربه عند تدبره للآيات، لأن ادعى لانقطاع الشواغل عنه وبعده عن العجب والرياء والسمعة الآفات الممرضة للقلب والقاطعة بينه وبين بركة التدبر، فهي أشد خطراً على القلب من السموم على الجسد، وتلاوة القرآن وتدبره وترتيله وتحسين الصوت به، مما ينفذ من الشيطان إذا وجد في القلب مدخلاً من حب تلك الأمور المهلكة التي ربما لا يشعر بخطرها لضعف إيمان القلب فتردية في أودية الخسارة في الدنيا والآخرة والحرمان وقلة التوفيق، ولذا على من كان لا بد له أن يتصدى للظهور إما لإمامة الناس