للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

!!

[٦/٢٠] (( (وقد ترك الناس القنوت في النوازل التي تنزل بالمسلمين، وما أكثرها في هذه العصور، في شؤون دينهم ودنياهم، حتى صاروا من تفرّقهم، وإعراضهم عن التعاون، حتى بالدّعاء في الصّلوات، صاروا كالغرباء في بلادهم، وصارت الكلمة فيها لغيرهم.

والقنوت في النوازل بالدعاء للمسلمين، والدعاء على أعدائهم ثابت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلوات كلها، بعد قوله: ((سمع الله لمن حمده)) في الركعة الآخرة)) (١) كما قدمنا في حديث أنس وأبي هريرة رضي الله عنهما.

قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله يقول لما سئل عن القنوت في الفجر، فقال: إذا نزل بالمسلمين أمر، قنت الإِمام وأمَّن مَنْ خلفه، ثم قال: مثل ما نزل بالناس من هذا الكافر، يعني بابك (٢) .

وقال إسحاق الحربي: سمعتُ أبا ثور يقول لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: ما تقول في القنوت في الفجر؟ فقال أبو عبد الله: إنما يكون القنوت في النّوازل. فقال له أبو ثور: وأي نوازل أكثر من هذه النّوازل التي نحن فيها؟ قال: فإذا كان كذلك، فالقنوت (٣) .

وقال عبد الله ابن الإِمام أحمد: قلت لأبي: يقنت في الغداة على ما قنت النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: دعا على المشركين، واستنصر للمسلمين؟


(١) ما بين الهلالين من تعليق الشيخ أحمد شاكر على ((جامع الترمذي)) : (٢/ ٢٥٢) .
(٢) الصلاة وحكم تاركها: (ص ٢١٦) وبابك هو بابك الخرمي، وإليه تنسب البابكية، إحدى الفرق المرتدة عن الإسلام.
(٣) الصلاة وحكم تاركها: (ص ٢١٦) .

<<  <   >  >>