للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، وأمّتُه مندوبةٌ إلى أن تقول ذلك كلما ذكر، لأنا نقول: لو كان ذلك راجحاً، لجاء عن الصّحابة، ثم عن التابعين، ولم نقف في شيء من الآثار عن أحد من الصحابة ولا التابعين، أنه قال ذلك مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك، وهذا الإمام الشافعي ـ أعلى الله درجته، وهو من أكثر الناس تعظيماً للنبي - صلى الله عليه وسلم - ـ قال في خطبة كتابه الذي هو عمدة أهل مذهبه: اللهم صلّ على محمد (١) .

(تنبيهات:

ومن الجدير بالذّكر أن أُشير هنا إلى أمور:

[٣/٢٢] الأوّل: وضع الحديث: ((لا تسيّدوني في الصلاة)) وهو ملحون، وصحة اللفظ: ((لا تسودوني)) ، وهو حديث لم يصح ولم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل لا أصل له (٢) ، ولو صح لكان دليلاً لنا على صحة ما ذكرناه.

[٤/٢٢] الثاني: أن جمهور المصلّين في صلاتهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصّلاة، يلفّقون صيغة من مجموع الصّيغ المشروعة، فجلّهم يقولون:

((اللهم صلّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنك حميد مجيد)) .

ولا يشرع هذا التلفيق، إذ الأصل في العبادات التوقيف، فلا يجوز الزيادة عليها، ولا النقصان منها، ولم ترد في السنة النبوية الصيغة السابقة، وإنما هي ـ كما قدمنا ـ تلفيق من صيغتين، هما:


(١) الفضل المبين على عقد الجوهر الثمين: (ص٧٠) .. وانظر: ((صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -)) : (ص١٨٨) فقد نقل الشيخ الألباني فتوى ابن حجر المتقدمة من خط الحافظ محمد بن محمد الغرابيلي ((٧٩٠-٨٣٥هـ)) . وهي من محفوظات المكتبة الظاهرية
(٢) كما قال السخاوي، كما في ((الأسرار المرفوعة)) : رقم (٥٨٥) و ((المصنوع في معرفة الحديث الموضوع)) : رقم (٣٩٥) .

<<  <   >  >>