للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأولى: اللهم صل على محمد، وعلى (١)

آل محمد، كما صليت على [إبراهيم، وعلى] آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت [على إبراهيم، وعلى] آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

والأخرى: اللهم صل على محمد [النبي الأُمي] ، وعلى آل محمد، كما صليت على [آل] إبراهيم، وبارك على محمد [النبي الأُمي] وعلى آل محمد، كما باركت على [آل] إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد (٢) .

وعندما يأتي المسلم بالصلاة النبوية بإحدى رواياتها، عليه أن يحافظ على لفظها بدون زيادة شيء من عنده عليها، ولا أن ينقص شيئاً منها، لأن الصيغة الواردة توقيفيّة متعبّد بها، والتوقيفي في العبادات يؤتى بنصِّ لفظه، بلا زيادةٍ ولا تنقيصٍ ولا تبديل.

وقد هجر الناس الصلاة النبوية التوقيفية، واقتصروا على غيرها، وزاد بعضهم، فقال: إنّ غيرَها أنفعُ منها، فليحذر المسلم من هذا الهجر، ومن هذا القول، فمحمد - صلى الله عليه وسلم - أنفعُ الخلق وأرفعهم، وفعلُه أرفع الأفعال وأنفعها، وقوله أرفع الأقوال وأنفعها.

وبعد أن عرفنا أن الصّلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - عبادة، وأنها توقيفية، فقد صار واجباً علينا أن نصلّي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بما ثبت عنه من الألفاظ والصلوات الإبراهيمية الصحيحة، ولا يجوز لنا الزيادة عليها، أو اختراع صيغ جديدة، لأنّ في ذلك استدراكاً على صاحب الشريعة الذي أُمرنا بطاعته وحُبِّه.


(١) تنبيه) : في كتاب ((الطّرة على الغرّة)) : (ص ١٢-١٤) للالوسي: أنه شاع عن الرافضة كراهة الفصل بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين آله بحرف (على) ، لحديث موضوع يروونه في ذلك ((من فصل بيني وبين آلي بعلى لم يَنَلْ شفاعتي)) وقد نصّ غيرُ واحدٍ من الشيعة = = على أنه موضوع.. إذا فينبغي لأهل السنة منابذة الرافضة، فليقولوا: ((وعلى آله)) ، وانظر ـ غير مأمور ـ ((معجم المناهي اللفظية)) : (٦١) .
(٢) انظر تخريج هاتين الصيغتين، والصيغ الأخرى المشروعة في ((صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -)) (ص ١٧٨-١٨١) .

<<  <   >  >>