((وأفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف وتسويته)) (٥) .
وصرح بما ذكره أنس بن مالك من إلزاق المنكب بالمنكب والكعب بالكعب النعمانُ بن بشير، وزاد: الركبة بالركبة، فقال: أقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الناس بوجهه، فقال: أقيموا الصفوف، ثلاثاً، والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم.
قال النعمان: فرأيت الرجل يلصق منكبه بمنكب صاحبه، وركبته بركبة صاحبه، وكعبه
بكعبه (١) .
قال الألباني معلقاً على حديث أنس والنعمان السّابقَيْن: ((وفي هذين الحديثين، فوائد هامّة:
الأولى: وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها، للأمر بذلك، والأصل فيه الوجوب إلا لقرينه، كما هو مقرر في الأصول، والقرينة هنا تؤكد الوجوب، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: