الفرجُ والخللُ في الصفوف، والمشاهد أن المصلين - على الغالب - لو تراصوا، لاتّسعت الصفوف - وخاصة الأوّل منها - اثنين أو ثلاثة آخرين، فإن لم يفعلوا:
أولاً: وقعوا في المحظور الشرعي السابق.
ثانياً: تركوا الخلل للشيطان، وقطعهم الله سبحانه.
عن ابن عمر – رضي اللع نهههما – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أقيموا الصفوف، وحاذوا بين المناكب، وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات للشيطان، مَنْ وصل صفاً وصله الله، ومن قطع صفاً قطعه الله (٢) .
والفُرجات: جمع فُرجة، وهي المكان الخالي بين الاثنين.
والخلل: هو ما يكون بين الاثنين من اتساع عند عدم التّراص.
ثالثاً: تضاربت قلوبهم، وكثر الخلاف بينهم (٣) ، إذ في حديث النّعمان فائدة أصبحت معروفة في علو النفس، وهي: أن فساد الظّاهر يؤثر في فساد الباطن، والعكس بالعكس. مع أن في سنة التراص والتزاحم في الصف، ما يوحي للنفوس بالأخوّة والتعاون، فكتف الفقير ملتصقة بكتف الغني، وقدم الضعيف لاصقة بقدم القويّ، وكلها صف واحد، كالبنيان المرصوص المتماسك.
رابعاً: فاتهم الثّواب العظيم، الوارد في كثير من الأحاديث الصحيحة، منها: