وذلك. إذا سقطت يقول: فلما مضى هذا الوقت وسقطت، أيضا أوائل الجوزاء ثم «انغمس الغفر» أى سقط، وسقوطه لست عشرة ليلة تخلو من نيسان. فجعل بين أول تحديده وبين آخره ستة أشهر. وهذا عندى يقبح. وإنما هو بمنزلة رجل قال: أفعل كذا وكذا. قال: فلما مضى المحرم وتبعه صفر، ودخل رجب/ فعلنا كذا وكذا. وسقوط الغفر قبل سقوط الزبانى بثلثة عشر يوما. وأراد ذو الرمة لما مضت هذه الأوقات وسقط الغفر فى نصف نيسان، «رمى امهات القرد لذع من السفا» يريد أن السفا، وشوك البهمى، جفّ وسقط فطارت به الريح حتى ضربت به مآخر فراسن «١» الإبل، فأصابها لذع منه. و «امهات القرد» جمع امّ «٢» القردان، وهى النّقرة التى تكون فى مؤخر فرسن «٣» البعير. ويسمّى من البراذين الاسكرّجة وسمّيت ام القردان لاجتماع القردان فيها. فان كان أراد بهذه الريح التى فعلت هذا: البارح، فقد قدّم وقتها قبل بارح الزبانى بنوء واحد، وذلك ثلثة عشر يوما وهذا يدلّ على أن الحرّ عندهم يشتدّ فى نيسان حتى يهيج به النبت.
١٠٥) وقال الكميت:
ولم يك نشؤك لى إذ نشأت ... كنوء الزبانى عجاجا ومورا
ولكن بنجمك سعد السعود ... طبّقت أرضى غيثا درورا «٤»