نسل ريح تجوب البلاد، أى هى أخرجته من الغيم واستدرّته. فجعل الماء لها نتاجا وولدا. فالرياح على هذا هى اللواقح.
١٩٢) وأكثر العرب تجعل الجنوب هى التى تنشىء السحاب باذن الله عزّ وجلّ، وتستدرّه وتصف بواقى الرياح بقلّة المطر وبالهبوب فى سنى الجدب قال أبو كبير «١» الهذلى:
إذا كان عام مانع القطر ريحه ... صبا وشمال قرّة ودبور
وأخبرك أن هذه الثلث لا قطر معها. وأن القطر مع الجنوب وهذا كما ذكر فى الأشهر والأغلب، إلا الصبا فانها تفعل ما تفعل الجنوب. قال طرقة:«٢»
فأنت على الأدنى شمال عريّة ... شامية تزوى الوجوه بليل
وأنت على الأقصى صبا غير قرّة ... تذاءب منها مرزغ ومسيل «٣»
فأخبرك أنها إذا لم تكن باردة، كان معها القطر. ولعل الأول ايضا أراد مثل هذا فقال «صبا وشمال قرّة» . يريدهما جميعا بالقرّ، فاكتفى بوصف إحديهما. وقال آخر «٤» من هذيل: