هذا الاحتمال تماما فى شأن الكتب التأريخية، لأنه كان مبنيّا على سهو من حاجى خليفة، واعتمد عليه أهل اوربا زائدا عن اللازم. والعبارة من كشف الظنون التى أولدت هذا الوهم هى هذه:
تاريخ أبى حنيفة الخ. قال المسعودى: هو كبير. أخذ ابن قتيبة ما ذكره، وجعله عن نفسه (٢/١٠٥، رقم ٢١١٧) .
ولكن بيان المسعودى، الذى اعتمد عليه حاجى خليفة، معروف موجود فى مروج الذهب (٣/٤٤٢) إلا أنه لم يعين كتابا خاصا، ولم يسمه أبدا. وكل هذا من اختلاق صاحب كشف الظنون. ويظهر على كل حال أن المسعودى لم يرد الكتب التأريخية لهذين المؤلفين فى هذا الصدد، لأن كلام المسعودى هذا فى باب المسائل الفلكية الذى فى «ذكر القول فى تأثير النيرين فى هذا العالم، وجمل مما قيل فى ذلك مما لحق بهذا الباب» .
ونحن نعرف أن العرب اهتموا بالأنواء بصورة خاصة، وأن كتاب أبى حنيفة يعد من امهات الكتب فى هذا الفن. فلا يستبعد أن يقال إن كتابا من هذا الموضوع [لأبى حنيفة] هو الذى عزى إلى ابن قتيبة. إن أبا حنيفة الدينورى لم يشتهر أبدا كمؤرخ، إذ ليس فى الألقاب التى يدعى بها لقب المؤرخ؛ فكثيرا ما يسمى نباتيا أو لغويا، وأحيانا أيضا فلكيا ولم بك يسمى مؤرخا قط. إنا نعرف أسماء كتب ابن قتيبة فى علم النجوم.
ولعلى سبب خمولها هو الذى ذكره المسعودى فقد ظهرت هذه السرقة قبل أن تمضى على وفاتهما خمسون عاما-[أى عند تأليف مروج الذهب]-